السياسة الخارجية الألمانية نحو النيوكولونيالة

بقلم : رالف ستريك – هايسه*

ترجمة :  ايكيب ميديا

ماهي المبادئ والقيم التي تحتكم اليها السياسة الخارجية الألمانية؟ تنحو الوزيرة بايربوك نحو دعم الموقف المغربي من احتلاله الغير شرعي للصحراء الغربية واعتماد وزارتها على من أسمته ” الشريك المهم للغاية” في استرتيجية الهيدروجين.

يستمر التأرجح في موقف الوزيرة انالينا بربوك تجاه مملكة المغرب الاستبدادية ويتضح ذلك من خلال رد الحكومة الاتحادية هلة أسئلة النائب اليساري سيفيم داكديلن الذي نقلته تيلي بوليس تحت عنوان ‘الحكومة الاتحادية واحتلال المغرب الغير مشروع لصحراء الغربية’.

تتأرجح الوزارة التي تراسها القيادية في حزب الخضر بايربوك كي تتماهى وقرار الرئيس الأميركي السابق المعترف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية.

موقف حكومة المستشارة ميركل

على عكس ما نحن عليه الان، أصرت ميركل على اتخاذ موقف بنبني على أساس قرارات الأمم المتحدة والتي تدعو الى إيجاد ” حل عادل، عملي، دائم للنزاع مقبول من الطرفين مع احترام تام للقانون الإنساني الدولي وحقوق الانسان وهو ما اثار غضب الرباط.

وفي الاثناء هدد المغرب بوقف ” كل اتصالاته مع السفارة الألمانية في الرباط وكل المؤسسات التابعة للدولة الألمانية.

امبل* للعبور الى خطة الحكم الذاتي

أصبحت حكومة “امبل” تتودد الى خطة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب من جانب واحد العام 2007 حيث اكدا انها تقدم مساهمة مهمة للاقتراب من الحل في ردها على سؤال يتعلق بموقف الحكومة الألمانية من النزاع.

ولايبدو ان وزارة بوربوك تنوي الاعتراف بان موقفها ذلك يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة بشأن انهاء الاستعمار من الصحراء الغربية وتكتفي باقتباس فقرة من اخر قرارات مجلس الامن (2602) والتي تشير الى مقترح الحكم الذاتي بالجهد الجاد والموثوق من طرف المغرب للدفع نحو حل القضية.

منذ ذلك الوقت تتمسك الوزيرة باتفاق الشراكة كشماعة وتتظاهر بالسعي الى ” حل سياسي في إطار الأمم المتحدة” وهي العبارة التي ظهرت مرارا وتكرارا في الردود على تلك الشراكة

وقد اثبت الواقع ولزمن طويل خلاف ذلك وقد أكده قبل عامين تجدد الحرب بين المغرب وجبهة تحرير الصحراء الغربية “بوليساريو”

يبدو ان حل القضية ابعد مما كان عليه الامر العام 1991، وان دعم خطة الحكم الذاتي يشجع على مزيد من العنف ويهدد بانتشار النزاع إقليميا بحيث انه يصف المغرب والجزائر كطرفي للنزاع .

اشارت النائية سيفين داكديلين وهي زعيمة الحزب اليساري في لجنة الخارجية  الى إشارة بربوك أحادية الجانب الى خطة المغرب في البيان المغربي الألماني المشترك متسائلة ما الذي يدفع الوزيرة الى اعتبار تلك الخطة بالأساس الحيد للتوصل الة اتفاق بين الطرفين.

تم تجاهل مقترح جبهة البوليساريو  الذي قدمته هي الأخرى العام 2007 ، والذي  احيط مجلس الأمن علما به  لكن تجاهلته برلين كما تظهر ذلك لإجابات على سؤال داكدلن. يقال إن الحكومة الفيدرالية تسعى جاهدة من أجل “حل عملي ودائم للنزاع يكون مقبولاً من جميع الأطراف” و بدلاً من مجرد ذكر خطة البوليساريو ، تمت الإشارة مرة أخرى إلى “خطة الحكم الذاتي” المغربية. وأكدت على أنها “مساهمة مهمة” في “التوصل إلى حل سياسي في إطار الأمم المتحدة”.

وماذا عن حق تقرير المصير؟

توضح حقيقة تجاهل خطة البوليساريو باستمرار أن وزارة بربوك والحكومة الفيدرالية لا تؤمنان بخطط إنهاء استعمار “آخر مستعمرة في إفريقيا” ، كما يطلق على الصحراء الغربية غالبًا ، على أساس الحق في تقرير المصير والحل الديمقراطي .

لقد صادق المغرب على العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية العام 1979 والذي يؤكد في مادته الأولى ما يلي

  1. لجميع الشعوب حق تقرير مصيرها بنفسها، وهى بمقتضى هذا الحق حرة في تقرير مركزها السياسي وحرة في السعي لتحقيق نمائها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.

وبدلاً من الضغط من أجل تحقيق ذلك  مثلما فعلت حكومة ميركل ، يتم اليوم عرقلة تطبيق حق تقرير المصير بدعم المعتدي المغربي المتسلط  وفي المقابل تدعي بتفعيل ذلك في  أوكرانيا عبر دعمها بشحنات الأسلحة .

من ناحية أخرى ، أصرت البوليساريو عام 2007 على تنظيم الاستفتاء الذي تم الاتفاق عليه وقالت:

إن الحل الوحيد للنزاع هو إجراء استفتاء على تقرير المصير من خلال الانتخاب “الحر والنزيه” ، يجب يمنح الشعب الصحراوي الحق في  “تقرير مستقبله”.  لقد كان الاستفتاء هو أساس اتفاق وقف إطلاق النار مع المغرب العام 1991.

تم نشر بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية (مينورسو) في الإقليم. لكن و خلال 30 عامًا فشلت في تنظيمه بسبب العراقبل المغربية .

وتشير البوليساريو إلى عدد من قرارات الأمم المتحدة بشأن خطة السلام وتقرير المصير “التي وافق عليها مجلس الأمن”. ولخصت جبهة التحرير فشل جهود إجراء الاستفتاء بعدم ايفاء مملكة المغرب بالتزاماتها الدولية.

* صحفي ومترجم الماني

*في المانيا يشار الى “امبل” وهي إشارات المرور الثلاث للتعبير عن الائتلاف الحكومي الذي يضم كلا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي ذي الون الأحمر والحزب الديمقراطي الحر ذي اللون الأصفر وحزب الخضر.

Exit mobile version