محمد ازروك: انحسار الدور المغربي وتعزيز مكانة الدولة الصحراوية في اميركا اللاتينية امر طبيعي وحتمي

ايكيب ميديا – هيئة التحرير

12 يونيو 2023

قال السفير المكلف بالعلاقات مع أميركا اللاتينية والكاريبي، محمد ازروك، أن العلاقات بين الجمهورية الصحراوية ودول أميركا اللاتينية تعود إلى فترة قبل تأسيس الدولة الصحراوية وهي علاقاتٍ متينة ومستدامة اساسها الدفاع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها مشيرا إلى أن هناك عاملين أساسيين يؤطران تلك العلاقات، أولهما انها جميعًا مستعمراتٍ إسبانية سابقة وهو امر يسهل التواصل بينهم، وثانيًهما التزام تلك الدول جميعًا بالنضال من أجل تصفية الاستعمار وتقرير المصير. وعلى الرغم من استقلال تلك الدول منذ مئتي عام، إلا أنها لا تزال تلتزم بدعم الشعوب الخاضعة للاستعمار أو السيطرة الأجنبية.

وأكد السفير في لقاء مع “ايكيب ميديا” أن التحول في الموقف الكولومبي واستئناف العلاقات مع الجمهورية الصحراوية أعطى زخمًا جديدًا للتضامن مع القضية الصحراوية في أميركا اللاتينية، مشددا على أن هذا التحول يؤكد ان سياسات الرشاوى وشراء الذمم وتأسيس الجمعيات المضللة والمراكز الدراسية الوهمية لم ولن تؤثر على عدالة القضية الصحراوية ولا من تحقيقها لأهدافها النهائية.

وذكر المتحدث بمطالبة الرئيس الكولومبي في خطابه امام القمة الإيبيرو-أميركية التي حضرها رؤساء 22 بلدا الجمهورية الصحراوية الى الحضور في القمم المقبلة.

وفي البيرو أيضًا يضيف المسؤول الصحراوي انتهت سنوات من الانحياز الجائر لنظام الاحتلال المغربي، حيث أعلن هذا البلد عن استئناف العلاقات مع الجمهورية الصحراوية، وتوضيح الحقائق ودحض الدعايات والمزاعم المغربية مؤكدا انه لم يعد هناك أعذار أمام تلك الدول اللاتينية لعدم استئناف العلاقات أو الاعتراف بالدولة الصحراوية تنفيذًا للقانون الدولي، خاصة بعد تملص المغرب من التزاماته وخرقه لاتفاق وقف إطلاق النار.

واعتبر المتحدث ان إعادة العلاقات الصحراوية اللاتينية الى طبيعتها ليس مجرد خطوات تكتيكية أو تقاربًا أيديولوجيًا كما تروج دعاية الخصوم ولكنه تحرك مبني على أسس واستراتيجيات مدروسة تروم تحقيق رؤية كاملة هي أساس الامن والاستقرار في المنطقة.

وتحدث الدبلوماسي الصحراوي عن قبول اعتماد المكسيك سفيرا صحراويا مفوضا فوق العادة وبحفاوة كبيرة مشددا على مكانة ذلك البلد، وزنه ودوره الكبير في العلاقات الثنائية والعلاقات المتعددة الأطراف في منظمات ترتبط بسياسات الأمم المتحدة.

ببساطة، يضيف محمد ازروك يعيش المغرب عزلة، نظرًا لعدم وجود علاقات اقتصادية قوية أو متوسطة مع الدول اللاتينية ويظل تواجده الدبلوماسي الهائل للنيل فقط من القضية الصحراوية، وهو بعيد المنال. وعلى الرغم من استمرار سياسات التضليل والمغالطات التي ينتهجها، إلا أن الدول الصحراوية لها تسع سفارات وثلاث تمثيليات في البرازيل والأرجنتين وتشيلي، مما يجعلها أكبر بلد أفريقي له تواجد دبلوماسي في أميركا اللاتينية.

توطيد العلاقات وتثبيت المواقف

وفي جانب اخر من الحوار الذي بثه “ايكيب ميديا” مباشرة على مواقعه كشف السفير عن تفاصيل تتعلق بطبيعة علاقات المغرب بتلكم الدول والتي لا ترقى بحجم علاقات هته الأخيرة جنوب افريقيا او الجزائر او الامارات مثلا ، معبرا في المقابل عن تطلعات الجمهورية الصحراوية في توسيع في علاقاتها مع أفريقيا وأميركا اللاتينية، والتأكيد على أهمية التعاون الجنوب-جنوب والمصالح المشتركة  ومشيرا  الى أن علاقات الجمهورية الصحراوية مبنية على مبادئ وقناعات ومصالح مشتركة ومتوافقة مع القانون الدولي، وليس على أساس الفساد وشراء الذمم كما يقوم به المغرب في الشيلي والبيرو و كشفته فضائح رشوته لبرلمانيين ومسؤولين اوربيين .

واكد محمد لزروك ان الجمهورية الصحراوية هي بوابة أساسية وجسرًا لعلاقات اميركا اللاتينية مع أفريقيا لثقافتها الرابطة بين الضفتين ولمكانتها الاستراتيجية ولنضالها الطويل والمتين في وجه الاستعمار ومخلفاته مشيرا الى ان الجمهورية الصحراوية لها 9 سفارات و 3 تمثيلات في عموم اميركا اللاتينية وهو امر يجعلها لبلد الافريقي الأكثر تمثيلا هنالك

وشدد السفير ان من يعمل على عرقلة تقدم البوليساريو وتحقيق اختراقات دبلوماسية في تلك البلدان هو وجود لوبي إسباني فاسد ومرتشي مرتبط بالحزب الاشتراكي العمالي يروج للدعاية المغربية ويترافع بالنيابة عن الاحتلال المغربي. يستفيد هذا اللوبي من شبكة علاقات واسعة تقودها شخصيات مثل فيلبي غونزاليس وثاباطيرو مع ساسة هناك. ويلاحظ أيضًا أن المغرب يستفيد من دعم لوبي إسرائيلي يدافع عن مصالحه بشكل علني وفاضح.

وسلط السفير الصحراوي الضوء على الرهان الذي وضعه المغرب على الأوروغواي لمنع انضمامها الى المكسيك، كولومبيا، بيرو وبوليفيا واستضافته فعاليات مدفوعة التذاكر والإقامة في زيارات سياحية وفولكلورية رافقتها اخبار مغلوطة حول موقفها . وعلى الرغم من كل ذلك فقد كانت خاتمة ذلك ان ظلت الأوروغواي محتفظة بموقفها التاريخي الداعم للقضية الصحراوية وعلى المحافظة على طبيعة علاقاتها مع الدولة الصحراوية.

Exit mobile version