إيكيب ميديا خمسة عشرة سنة من مقاومة الحصار
بقلم : محمد سالم داهي
قبل نهاية العقد الأول من الألفية الثالثة تبلورة الفكرة لتنطلق في الأفق مؤسسة لبصمة اعلامية “إيكيب ميديا” ظلت ولازالت صامدة ومبادرة في مقاومة الحصار الاعلامي عن المناطق المحتلة من الصحراء الغربية ، ظل سلاحها عقيدة و وسيلتها تناغم الكلمة مع الصورة لترسم ملامح نصر امن شعب الصحراء الغربية بحتميته و ضحت من اجله أجيال، ولازال حتى اليوم هذا الشعب يقدم خيرة أبنائه لأجل الهدف الذي كرست الفعل من أجل تحقيقه روح الشعب ” البوليساريو ” ممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء و وادي الذهب .
فالعقيدة شكلت فلسفة لمجموعة مخضرمة و متناغمة في الفعل والعطاء جعلت من العدو المحتل مركز الصراع وموضوعه ، فكان لزاما أن يشكل دائرة الضوء في خطابها الإعلامي ، و من المعارك النضالية ضد الوجود المغربي بالمناطق المحتلة جوهر تغطيتها، وفضح كل انتهاكات حقوق الإنسان التي يمارسها النظام المغربي باقليم الصحراء الغربية و نهبه للثرواته الطبيعية.
فالتعاقد كروح للعقيدة ينبني على ايمان المجموعة بوحدة الشعب و ممثله الوحيد و بحتمية النصر ، و مركزة بوصلة الصراع على العدو مبتعدة عن المعارك البينية كونها لا تخدم الا مشروع ارادة التوسع . وهكذا ظلت العقيدة ميزة محفزة للاستمرار و المبادرة الإبداعية منخرطة في الفعل ضمن ارادة الاستقلال والحرية .
وهكذا كانت الكلمة من خلال الرسائل والتقارير الاخبارية مترجمة لفلسفة العقيدة ملتزمة بفضح العدو وما يمارسه من انتهاكات لحقوق الإنسان ونهب للثروات الطبيعية ، بمهنية بعيدة عن البروباغندا او الدعاية ، بل وسيلة اعلامية هادفة جعلت من قدسية الخبر هما وهدفا ، نالت من خلاله شرف المصادقية لدى عموم الشعب الصحراوي ومتابعيها عبر العالم بل لدى كبريات وكالات الانباء الدولية التي نقلت ما يجري بالمناطق المحتلة عن ايكيب ميديا الذي بات يشكل مصدر ثقة .
فيما شكلت الصورة معادلة القوة التي زينت رسم واقع ما تحكيه الكلمة في تناغم تام معها ، فصورة إيكيب ميديا ظلت تشكل للمتقلي استفزازا لا شعوريا عن صمته مما يجري باقليم الصحراء الغربية من انتهاكات ضد شعبها الاعزل الذي يعيش حصارا عسكريا وامنيا و إعلاميا وتهمس في ضميره بضرورة التحرك .
كما اسست الصورة لمعادلة الرعب مع العدو فالفعل المادي المباشر الذي يمارسه الجلاد كانتهاك قابله قناص محترف بارادته فضح من خلال الصورة انتهاك الجلاد ، فما تمارسه اجهزة الاحتلال من ترهيب ضد المناضلين والمواطنين الصحراويين يلازمه رعب لنفس الأجهزة من الصورة التي فضحت سياسته التوسعية وممارساته اليومية .
ولم يقف إبداع ايكيب ميديا هنا بل توسع في إنتاجه الاعلامي كمؤسسة أظهرت قدرة كبيرة على الصمود والإبداع منتجا فيلمه الأول ثلاثة كاميرات مسروقة الذي نال جوائز مهمة في العديد من المهرجانات الدولية ، كما نال ايكيب ميديا العديد من الجوائز الصحفية كاعلام مقاومة .
اليوم وايكيب ميديا يحتفي بالذكر ى الخامسة عشرة لتأسيسه ، وقد تجاوز اشكالية الاستمرارية تطرح عليه تحديات كبرى ضمن واقع القضية داخل المناطق المحتلة خاصة ، فتراجع الفعل النضالي جراء سياسات الاحتلال القمعية و اسقاطات واقعها عموما يفرض مبادرات اعلامية إبداعية تتناغم مع فلسفة وعقيدة ايكيب ميديا تشكل توجيها للجماهير و محفزا للنخب بضرورة الانخراط في الفعل النضالي مع الحفاظ على منهجية العمل .