من المرتقب أن يزور ملك المغرب، المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، نهاية الاسبوع الجاري، كما روجت لذلك وسائل إعلام رسمية و غير رسمية. وهي الزيارة التي جرى تعليقها، نوفمبر الماضي، بسبب الوضع الصحي للملك، الذي استدعى نقله على وجه السرعة الى باريس للتداوي. اعلان الزيارة المفاجئ وحجم التعاطي الاعلامي والاستعدادات الباهتة، عكس الزيارة الاولى، يطرح العديد من الاسئلة عن توقيت و جدوائية الزيارة..!
فالمغرب اليوم يعيش وضعا مشحونا واحتقانا اجتماعيا، على المستوى الداخلي، بصفة خاصة مع عودة تنامي ظاهرة الاحتجاجات السلمية التي دشنتها ثورة الشموع بمدن شمال المغرب والاستاذة المتدربون جنوبه، والتي جوبهت كلها بقوة و عنف، وفق دستور المغرب الجديد الذي خصص حيزاً لابأس به لحقوق الإنسان. اضافة الى الزيادات المتتالية، التي اثقلت كاهل المواطن المغربي البسيط، في اسعار المواد الغذائية وتذاكر النقل...مقابل تهاوي اسعار النفط. بمعنى آخر ان الحليف العربي، الممول، اضحى غارقا حتى اخمص قدميه، في مستنقع اليمن... كل هذه الظروف الاقتصادية قد تقود الى احتجاجات شعبية لا ندري حقيقة نتائجها ولكن بالكاد ستكون وخيمة. وتبقى احتمالات انفجار الوضع الداخلي واردة في اي لحظة، وقد تصدق نبوؤة الخبير الاقتصادي شالار. اما على المستوى الدولي، فالمغرب اصبح محاصرا بفعل القانون الدولي فيما يتعلق بقضية الصحراء الغربية، ولعل قرار الاتحاد الأوروبي الاخير وقرار وزارة الخارجية الأمريكية خير دليل على ذلك. وهو ما جعل النظام المغربي يترنح بين مطرقة الوضع الداخلي وسندان قضية الصحراء الغربية. وفي الحالة الاخيرة تأتي الزيارة المفاجئة، لان الوضع كذلك بات مشحونا اكثر من ذي قبل.. فنسبة البطالة وسط الصحراويين وصلت اعلى مستوياتها، والمشاريع (التنموية) التي جاءت بها الزيارة السابقة لم تتعدى شاشة جهاز الحاسوب الذي عرضت من خلالها.
في نظرنا، وتبقى مجرد تخمين، ان ملك المغرب، سيحاول بعث روح الفرحة في قلوب الصحراويين، من خلال قرار، قد يحتاج الى جرأة والده، والمتمثل في اطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين، بصفة خاصة مجموعة اكديم ازيك، و تتمة الاعلان عن مشاريع ستظل احلاما تراود اصحابها كخط السكك الحديدية الذي يربط الصحراء الغربية بمراكش المغربية.