21 ديسمبر 2015

لتعيش الثقافة الصحراوية : قصر الزجاج يحتضن الخيمة الصحراوية للفنان الكبير فريديركو غوثمان

22 أفريل 2015 227

لتعيش الثقافة الصحراوية : قصر الزجاج يحتضن الخيمة الصحراوية للفنان الكبير فريديركو غوثمان

========================================================

بينما كان المقاتلون الصحراويون يحاربون ضد الغزو العسكري المغربي للصحراء الغربية ، فرت النسوة مع أبنائهن الصغار والكهول والعجزة من كبار السن بقطعان الأعنام صوب صحراء الجزائر. وقمن بتمديد الملحفة

( وهو الزي الرسمي للنساء الصحراويات) عبر أغصان الشجر لتوفير الظل لأبنائهن. وقد كانت " أولى الخيم التي يتم نصبها في أرض أجنبية ".

ويحكي الفنان فريديريكو غوثمان (1964) من إشبيلية؛ أنه عندما شاهد اول مرة هذه القصة، لإمراة صحراوية "إنسانية بكل المقاييس؛ حماية وتضامنا " فقد ظلت عالقة هذه الصورة في ذهنيته. وإنطلاقا من هذه القصة وبعد ستنين من العمل ؛ رأت النور خيمة كبيرة ذات الألوان المختلفة " متعددة الأسطح، مستقبلية وطوباوية"، مصنوعة من الزي الصحراوي "الملحفة" من طرف نساء صحراويات بولاية بوجدور بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف/الجزائر. وقد تم تثبيت الخيمة في بيت الزجاج المدريدي بساحة الريتيرو، بشراكة مع المهندستين المعماريتين تشارو إسكوبار وماريا رودريغيز. وستبقى هذه الخيمة إلى حدود منتصف أغسطس/أب المقبل. "، فهو مجال للتضامن والترحيب، ومكان للتأمل من خلاله يبدأ الحديث عبرالأنشطة المخطط لها". على حد تعبير الفنان، فيكو.

" تويزة، ثقافات الخيمة " تم تنظيمها من طرف المتحف الوطني للفن الملكة صوفيا، مع إنتاج مشترك من مؤسسة دونوستيا/سان سيباستيان عاصمة الثقافة لسنة 2016. ويشرح الفنان فريديريكو غوثمان بأن " مصطلح التويزة في اللهجة الحسانية التي يتحدثها سكان الصحراء الغربية وموريتانيا؛ تعني العمل المشترك أو العمل التشاركي وهذا يعني التضامن بين النساء عند مساعدة بعضهن البعض، كعملية قص وبر الغنم والإستعداد لحفل زفاف وتنصيب الخيم.."

ويستخدم الفنان فيكو الوصف الذي إستعمله الشاعر لمام أبيشة " التويزة هي يوم عمل جماعي وتعبير عن التضامن بين النساء. يجتمعن ويتحدن لمساعدة إحداهن في خياطة خيمة جديدة إذا كانت بصدد إنشاء عائلة جديدة أو لإصلاحها وتنصيبها من جديد إذا ما عبثت بها الرياح. وفي حالة المرض يقمن بمساعدتها في الأشغال اليومية للتخفيف عنها ورعاية المسنين. التويزة هي الإخاء. الجو السائد هو إحتفالي مليئ بالطاقة تملأه الأحاديث ولايخلو من المرح والنكت"

النساء الصحراويات هن من قام برسم وصباغة وتزيين الملحفة إنطلاقا من رسومات فريديركو غوثمان وهن من إختراها. وكل ملحفة لها رواية : " توجد إثنتين باللون الأخضر وتمثل جدار الذل والعار وأكبر حقل ألغام في العالم والذي يقسم العائلات الصحراوية وأرض الصحراء الغربية إلى جزئين منفصلين. وتوجد ملحفة باللون البرتقالي تعبر عن الثروات الطبيعية المنهوبة والتي تتعرض للإستنزاف كالفوسفاط والثروة السمكية والخضروات... التي تباع بطريقة غير قانونية "

وقال فيكو ان النساء الصحراويات يرسمن وبصفة خاصة "أشياء مرتبطة بالسلام والسعادة والأمل" والتي " تجسد صورة لثقافتهن الأكثر تضامنا" و" يعرضن صورا عن الصحراء ، التقاليد البدوية ، الأغراض داخل الخيمة ولوازم التطبيب لدى العائلة ". وتُبرِز الملحفة مرأة الرمال: " تمثل إمرأة ؛ متعودة على الرمال ، تؤمن بشساعة الصحراء والتي تجسد الطبيعة ، السائرة إلى الأمام وهي معروفة بالحركية والإنتقال بين المناطق الجغرافية الصحراوية المطلقة والتي تنتهي عند الجدار العازل. وهو إنتصار للسلام، للنساء، للطبيعة وللعدالة ضد التفرقة والإبعاد القسري"

" هاته الملاحف ـ التي يعرضها الفنان ـ تحكي الحياة اليومية لشعب قديم، بدوي ورحل، يعيش شامخا أمام قساوة الطبيعية الصحراوية برياحها وشمسها الحارقة ورمالها. شعب متميز بكرم الضيافة والمقاومة . من خلال محادثة مع الشعراء والموسيقيين خلال حفل شاي لذيذ سافرنا إلى أعماق الصحراء لمعرفة ثقافاتهم ".

تأثير أشعة الضوء، التي تخترق القصر الزجاجي، على ألوان قوس قزح التي تشكلها مجموعة الملاحف التي تتكون منها الخيمة يفضي إلى : " بدء الحديث عن التاريخ الكامن وراء هؤلاء النسوة اللائي رسمن هذه اللوحة، حديث بدون أجندة ولا إيديولوجية وبدون أفكار مسبقة، هو فضاء مفتوح أين يمكننا تصور كلمات جديدة، مفردات ومفاهيم جديدة وطرق جديدة في التفكير ومعالجة بعض الصراعات العميقة جدا وصعبة ".

في الخيمة توجد برامج في الأشهر المقبلة، للشعر سينشطها شعراء صحراويين، ومن موريتانيا، إيران، مصر ومن فلسطين. بالإضافة إلى حفلات شاي ، موسيقى، أغاني وسرد القصص تحت الخيمة التي ستحتضن كذلك ندوات وعروض سينيمائية.

ويقدم فيديريكو غوزمان ، الفنان الذي برز في المشهد الفني الإسباني في منتصف الثمانينات، قدرة الفن على تغيير المجتمع. في التسعينات، خلال وجوده في نيويورك وبوغوتا، ركزاهتمامه على مشاريع التأليف الجماعية، من خلال إكتساح الفضاءات العمومية والمشاركة الخلاقة للجمهور. إنطلاقا من الإحساس بقدرة الفن على تغيير المجتمع و فهم شخصية الفنان وعمله التي لايمكن فصلها عن السياق العام الذي يعيش فيه.

" من خلال رسوماته الفنية؛ فإن إهتمامه يتركز على حقوق الإنسان، وحوار الحضارات من منظور بناء مجتمع إجتماعي، أخلاقي، جمالي وسياسي؛ الذي يسمح لنا بمغازلة الأحلام والكفاح والإنتظار. الوجود والسعادة كأفق لأعمالنا". " تطبيقاته الفنية هي بمثابة مختبر لتعلم رؤى بديلة، ديموقراطية، تضامنية وبيئية والتي عادت لوضع التبادل الإقتصادي في خدمة الكوكب الأرضي وللمخلوقات التي تعيش فيه. وبهذه الطريقة يمكن فهم الفن على انه وسيلة لجعل الأمور تبدو جلية وواضحة من خلال العلاقة المتضاربة بين الإقتصاد والبيئة، بين معايير إدارة "المنزل" والروح والحكمة التي يجب أن تهتم بما يحدث فيها "

منذ سنة 2008 يشتغل صحبة فنانين صحراويين بمهرجان أرتيفاريتي؛ وهو مهرجان دولي للفن وحقوق الإنسان بالصحراء الغربية ، والذي يتم تنظيمه سنويا بمخيمات اللاجئين الصحراويين بتندوف أين يسافر بإستمرار.

الفنان فيكو يدعو الجميع للعيش والتمتع بالثقافة الصحراوية في قصر الزجاج ويقول مرحبا بكم

ترجمة إيكيب ميديا عن موقع : http://www.elespiadigital.com

رابط المقال : http://www.elespiadigital.com/index.php/noticias/historico-de-noticias/9240-el-palacio-de-cristal-acoge-una-jaima-de-melhfas-del-artista-federico-guzman-para-vivir-la-cultura-saharaui

التعليقات

مواضيع مرتبطة