بقلم : محمد سالم داهي
لم تكن غير الارادة ذاك التحدي الذي فرض نفسه علي ،معها احسست بلحظة قوة معنوية امام جلاد .زادها نسيم ضفة وادي الساقية الحمراء تأثيرا في فجر يوم كان صوت المرحوم مسعود يردد ” الصلاة خير من النوم “.
النوم كنت طلقته منذ دخولي عتمة ذاك المكان ، فكيف بي ان اصلي والنهوض استجابة لنداء “حي على الصلاة ” جريمة وخروج عن فتوى “الحاج ” الجلاد تعرض صاحبها لجولة من التعذيب لا تحمد عواقبها .
في خضم تفكير يحاول الحسم كان صوت يكسررهبة المكان مرددا ترانيم شجية كان متحد ولازال سادية الجلاد . هي كعادتها تردد قصائدها واذكارها بصوت تصر ان يتجاوز الجدران ليصل الينا عسى يثبت ايماننا وصمودنا في هذا المعتقل السري .كانت الام سكينة جداهلو اكبر سند معنوي لنا ،كنا صغار السن وكانت هي قديستنا التي تمدنا بالحنان والايمان بالله وبالوطن والمصير ،كان نص القصائد ابتهالات نردد نغمها نفهمها دون ان نستمع جيدا لكلماتها في الغالب . كانت في تلكم اللحظة كمن يقول لنا
كّومو صلوا وخلوا عنكم لوجاع
والجلاد تحدو …..
“تحمجيا “قمنا بعض الرفاق من مكاننا صلينا جماعة فانهالت علينا كتيبة الجلادين وهم يصيحون فينا ” اولاد … يصلون دون إذن منا ” منذ ذلك الحين قاطعنا الصلاة و الجماعة و ” التحمجي ” جبنا وخوفا من سواط الجلاد ،بينما ظلت سكينة في كل محطة نضالية تهمس فينا الصلاة لله، والوطن لنا جميعا فاينكم يا ابناء الوطن .هكذا ظل صمود سكينة وتحديها لا يستفز فقط الاحتلال بل يستفزنا نحن معشر الجبناء فقد كفرنا بقديستنا منذ تركنا ذاك المكان.