بقلم: ايكيب ميديا
ليس ثمة ابلغ من المثل المغربي الدارج ” الفقيه اللي كتنسناو باراكتو دخل الجامع ببلغتو“ لوصف المهدي والمخلص الجديد وهو يعلن عنحركته التليدة التي “ستعيد لأهل الأرض مجدهم و ستوقف غي وسفاهة الجبهة الذي كان أولى بها أن تثور حيث كانت وان تدعه وأقرانهينعمون بأموال الأسبان ويهيمون فيما شيدوه من عمران” .
وكأنه امتشق البنادق كرها وفجر الأحزمة الرملية ليسهل أمر الرجال أو عاش بؤس اللاجئين جيلا كاملا أو خبر شظف عيش المقاتلين… قبلأن تجيء لحظة وعي مفاجئ ليعلن قوته السياسية الواتسابية لتحرير “لوس اوتكتونوس” من ربق الثورة وليبشرهم بديمقراطيته المكناسية .
عجلة أمر الفقيه ومهمهاته لم تكشف لنا كنهه فحسب بل و“هذا المهم” عرت عن بيان مخزني مخفي لمخطط ينقل العملاء من حضنه الضيقيدورهم من جديد ويرمي بهم في مضاربنا محققا بذاك هدفه المعلن.. الانتقال من الدفاع إلى الهجوم.
وان لم يملك فقيهنا الخصائل الماوردية للقيادة أو يطلع على نظرية “التعاقب الدوري للحضارات” لابن خلدون فذاك يفسر تسفيهه الجيلالمؤسس و ينفى بذلك عن نفسه وبفعله المنكر الثقافة التي هي كل ما خالف الطبيعة …
ولأسباب موضوعية وجيهة يتعثر المولود في رحم من ابتغوه ضارة لشعبنا عل أولها غياب أي رابطة بين اغلب الثلة وحق تقرير المصير ليبقىغوغاء رهن فضاء افتراضي.
وليذكرنا بكل المحاولات اليائسة التي اصطنعها الفرنسي وأداته المخزنية الطيعة للتشويش على شرعية الجبهة وارتباطها العضوي بشعبهاولدفاعها عن سيادته وجهدها لتحقيق رؤيته فانكشف الرجال الزرق وبانت عورة الاتحاد الوطني الصحراوي ومات توأمي الكوركاس فيمهديهما ليلحق بهم خط الجفاف و التجمع الصحراوي الديمقراطي .
ما لا يستوعبه الدي جي سي او DGSE والسي ان أي CNI هو ان شرعية بوليساريو ليست في حجم تمثيلها للشعب أو التفاف هذاالأخير حولها لكنها حلقة الربط المتين بين المقاومة التاريخية ضد الهيمنة الاستعمارية وبين الرؤية الحتمية والإرادة في الاستقلال التام .
ما لم يستوعبونه هو أن المنطق الأرسطي الذي عجز عن تفسير انتصارات المقاتلين في كلتة زمور وام الدكن وبير انزارن والواركزيز ورأسالخنفرة وغيرها هو نفسه الذي الذي يعجز عن خلق بدائل للجبهة .
ما تملكه الجبهة هو تاريخ الأسلاف الذي سقوا بدمائهم واديها وتلون بحمرتها، وهو شرعية القتال والاستشهاد والتضحية والإخلاص والصبر.
ولا نجد ما نقوله في ختام الفقرة إلا قبس من كلام النبوة الأولى ” إن لم تستح فاصنع ما شئت” …..
لكن الأمر يدعونا في المقابل إلى ضرورة التأمل والتدبر في مخططات المحتل و نقد بناء للمرحلة، والإجابة على عديد الأسئلة منها: لم نحضنالغريب ونقسو على القريب ؟