رغم التحدي الذي ابداه منظموا منتدى كرانس مونتانا للمنتظم الدولي، بتنظيم دورتين متتاليتين في منطقة الصحراء الغربية، الا ان الملاحظ هو الحضور الباهت للمدعوين و حجم الشخصيات الحاضرة في المنتدى. خسائر وفضائح توالت على مستوى الشكل و المضمون ؛وقد تحدثت عنها باسهاب، احد المواقع الإلكترونية التابعة للمخابرات، و ان بلغة ارادها عيوش لتكون اللغة الرسمية للمغاربة، بدل لغة الضاد، الا ان الخبر غاص بشكل عميق في كيفية انقلاب السحر على الساحر، حتى لا تحسب تفاصيله على اعلام تابع للبوليساريو كما يحلو لاعلام المخزن وصف الاعلام المقاوم.
الهاجس الامني
الصحراء الغربية، ارادها نظام الاحتلال ان تكون اسبرطة النظام المغربي، مجرد ثكنة عسكرية تلبس طابع المدنية. فاينما حللت و ارتحلت تصادف مظاهر العسكرة ويحس الزائر الاجنبي، للوهلة الاولى، بالهاجس الامني الذي يطبع مدنها المحتلة. صحفي البي بي سي تساءل عن اجواء مدينة الداخلة، فرسم له احد رجال الأعمال صورة وردية. وتساءل في اليوم الموالي عن سبب وجود الامن بكثافة وهو الامر الذي لم يلحظه الصحفي الاجنبي في مراكش او غيرها من المدن المغربية والتي تعرف مشاركة نجوم كبار و التواجد الأمني يشكل نسبة عشرة في المائة مما عليه في الداخلة، يقول مراسل الموقع الاخباري، الذي تساءل بدوره عن حجم الاجراءات والتدابير الامنية بدءاً من المطار.
صراع الاجهزة
ظاهريا يتم التسويق على ان السويسريين هم من نظم المنتدى بالمناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وعلى ارض الواقع، الداخلية المغربية هي الكل في الكل، وهو ما يعكسه تواجد والي امن العيون وتحكمه في زمام الامور، حتى في الداخلة المحتلة، يتجول “كصاحب الزفاف” على حد وصف الجريدة الالكترونية. الوالي يحظيه بوشعاب، احد رجالات صالح زمراق، ووالي الداخلة المحتلة بنعمر، اخ ضابط لادجيد وقيدوم السفراء المغاربة، وكليهما يتعامل بعقلية رجالات البصري، دخلا في صراع حول الاهلية في التسيير، والنتيجة كانت كارثية حسب ذات الجريدة الالكترونية، حيث كل حاول جاهدا فرض ازلامه ومن بينهم ذووا سوابق عدلية، امتطووا الطائرة مباشرة بعد مغادرتهم اسوار السجن الاكحل، لتكريم لا يغن ولا يسمن من جوع.
ضيوف المنتدى
في الطائرة المتجهة من مدينة البيضاء المغربية صوب الداخلة المحتلة ؛ تساءل احد المدعويين الاجانب ب” مكر”، حسب وصف المقال، هل النظام المغربي يعرف جيدا من هو صاحب كرانس مونتانا الذي تحوم حوله الشكوك و يواجه مشاكل مع القضاء السويسري؟. سؤال لم يك اعتباطيا، فنوعية الضيوف الملطخة ايديهم بالفساد تكعس الصورة الحقيقية للمنتدى. فكلود كيون، وزير داخلية حكومة ساركوزي، ملاحق بالفضائح والمحاكمات بسبب تمويل الحملة الانتخابية برشاوى القذافي، ومعروف بعنصريته اتجاه العرب بصفة عامة.
مشاركة ابن الرئيس النجيري او ابنة ناسون مانديلا، حتى وان طبل لها نظام الاحتلال المغربي، لا تعكس في الواقع، الرؤية الرسمية،الثابتة، لدولهم المساندة لحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير، وتبقى مجرد نزهة سياحية شخصية (جابها الله) كما يحلو للمغاربة القول.
يبدو أن صفقة منتدى كرانس مونتانا لم تأت بما كان يتوخاه نظام الاحتلال المغربي. بل العكس من ذلك، فقد حوصر المنتدى بقوة القانون الدولي وهو ما تجسد في حجم الشخصيات الحاضرة وغياب المنظمات الدولية عن المشاركة نظرا للوضع الدولي لإقليم الصحراء الغربية. ليبقى المنتدى مجرد نزهة سياحية سنوية لبعض الانتهازيين. فهذه المرة جيئ بباخرة فخمة بملايين الدولارات، وفي النسخة المقبلة قد تحضر احدى البوارج الحربية الامريكية كبارجة اس اس كول يمتطيها ضيوف من نوع خاص لفرض حل لقضية الصحراء الغربية على المغرب.