مراسلة من جنيف
جنيف (سويسرا)- تنظم مجموعة من الشباب السويسريين بالتعاون مع منظمة “أمنيستي أنترناشيونال” معرضا بمدينة جنيف السويسرية، يحمل عنوان: “وجوه اللجوء”، ويضم عددا من الصور المختلفة التي تحكي عن واقع اللجوء الصعب تم التقاطها من مخيمات اللاجئين الصحراويين ومن مخيم “كاليه” للاجئين بفرنسا.
وقال الشباب السويسريين الذي فتحوا المعرض أمام الزوار، أمس الأول الخميس، أن الغاية من المعرض هي “كسر الصمت والتعتيم عن القضية الصحراوية” التي أكدوا أنها ألهمتهم لإعداد هذا المعرض بعدما وقفوا على معاناة اللاجئين الصحراويين خلال زيارة ميدانية قادتهم إلى المخيمات السنة الماضية (2015).
وأكد منظموا المعرض، أنهم قد عرضوه لمدة شهر في بلدية لوزان السويسرية، أين اطلعتْ عليه منظمة “أمنيستي” وقررتْ استضافته بالتنسيق معهم وعرضه في جنيف.
وأثناء تقديم الشروحات عن المعرض، استضاف منظموه نموذجين للاجئين، الأول من سوريا، ليحكي عن معاناة “اللاجئين الجدد”، والآخر من الجمهورية الصحراوية، ليحكي عن اللاجئين اللذين قضوا سنوات كاللاجئين الصحراويين.
وفي مداخلته تحدث اللاجئ السوري عن قصته الشخصية مع معاناة اللجوء والطريقة التي وصل بها إلى سويسرا بعد تنقله بين عدة بلدان أوروبية في رحلة شاقة رافقتها العديد من المتاعب، وعن تهديده بالترحيل في أية لحظة.
أما التجربة الصحراوية، فقد مثلها اللاجئ الصحراوي، مولاي البشير، الذي تحدث أمام الحضور عن تجربته الشخصية وعائلته مع اللجوء بعد نزوحه هرباً من قصف الطيران المغربي إبان اجتياحه وغزوه للصحراء الغربية، مذكرا بأنه كان يقطن بلدة “أجديرية” التي انطلق منها رفقة عائلته طفلا صغيرا إلى اللجوء في جو من الرعب الذي خلفه الدمار وشدة البطش المغربي.
كما تطرق مولاي البشير، في سرده إلى رحلته من مخيمات اللاجئين الصحراويين للدراسة في كوبا، وعودته مرة أخرى إلى المخيمات بعد استكمال الدراسة، ثم رحلته إلى سويسرا التي أكمل بها دراساته العليا، ومكوثه بها للعمل وحصوله على الجنسية السويسرية، مشيرا إلى أنه قد تنقل بين عديد المجالات الوظيفية المهمة، وهو الآن يعمل مهندسا في الكهرباء والطاقة الشمسية.
وأكد مولاي البشير أنه بالرغم من حصوله على الجنسية السويسرية إلا أن ذلك لم ولن يُنسِهِ يوما شعبه وعائلته في اللجوء، مشيرا إلى أنه يُساعد في دعمهم إلى جانب عديد الجمعيات الصديقة للشعب الصحراوي، ويزورهم مرتين في السنة للمساعدة في تأطير الشباب والاطلاع على أوضاع المخيمات.
وتجدر الإشارة إلى أن المعرض شهد حضورا مكثفا، شارك فيها أعضاء الوفد الصحراوي المشارك في أشغال الدورة الـ33 لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة برفقة ممثلة جبهة البوليساريو بسويسرا، أميمة عبد السلام، ونائبها سيدي أبريكة.
وللتذكير، فقد سبق للشباب السويسريين الذين ينطمون هذا المعرض أن زاروا مخيمات اللاجئين الصحراويين، في ديسمبر من السنة الماضية، بهدف الاطلاع والتعرف عن قرب على القضية الصحراوية وكفاح وصمود الشعب الصحراوي، وكذلك لمعاينة مشروع لجمعية <